حلفت برب المجرم 
المكبل بعبوة
في نصفه الملفوف...
حلفت برب الضرير و الكفيف...
و أنا هنا عند جنة نيس،
مقرفصا في رحم المصيف...
أقسمت عليك بنت الأسيف:
اسألي التي أحبها،
ما بالها؟
ما لها قد نأت،
عن قصرها العامر المألوف؟
و عرشها في القلب
موثث لا يزال مزين
بنمارق القطيف..
قولي لها بنت الأسيف:
إن دقات القلب أهازيج
لعودتها معزوفة
بكل الألحان
من كل الصنوف...
و الدمع في العين بركة
يكاد، لشدة الشوق،
يسيل شلالا كالنزيف...
اسأليها بنت الأسيف،
اسألي التي أحبها،
ما بها.؟؟ما ضرها؟
ما لها لم تعد؟
و في زمن المصيف،
يعود المحبون 
عابرون في المرافئ
واقفون في الصفوف...
و تنصب الخيام بالزغاريد،
تقام الأعراس
بالكمنجات و التعاريج
و تزف العرائس بالدفوف...
قولي لها بنت الأسيف:
إذا حل الخريف،
و تفرقت فلول الزوار،
و أفرغت ردهات البيوت
من أنفاس الضيوف،
قولي لها بنت الأسيف:
ستنبت ربوات القلب،
بشتائل الخريف...
ثم لا مكان لها بعد،
قولي لها بنت الأسيف،
سيألف القلب غيابها
سيغلق حراس القلب أبوابه،
بألف تعويذة،
و تسكن أركانه،
ثعابين المفصل المخيف...
قولي لها بنت الأسيف:
لن تشفع لها
رمال السواحل
برجليها المرميتين،
في الجانب المحفوف:
بالحناء الحمراء
في قطعة الرغيف...
قولي لها بنت الأسيف،
للتي أحبها 
بأغلظ الوجد العذري العفيف...
قولي لها بنت الأسيف:
إن النورس كان شاهدا،
و اللقلق قد سجل غيابها،
في كراسات بيضاء،
مطويات تحت جناحه المحفوف 
بتضاريس الشوق المحدق
بقلبه لحبه الساكن
في عشه المكشوف...
و الهزار الذي تغنى،
قولي لها بنت الأسيف:
في الربيع الذي مضى،
لا يزال يذكر أنها:
كانت ها هنا
بلحظها الجميل
و قدها الممشوق
بجسمها الخفيف...
قولي لها بنت الأسيف:
إن خلايا هذا البدن
المكفن المضور الرهيف،
تقرأ لا تزال مرورها،
و ريحها المعطر
بالعبق الكثيف...
قولي لها بنت الاسيف:
برب من جعل السماء معارجا
و زين الدنيا بالمصابيح
تالله الواحدالعدل اللطيف،
إنها للتي أحبها،
أحبها من غير تكليف...
قولي لها بنت الأسيف:
أحبها رغم معاطف الظروف..
مهما لبس الوقت من حلل،
دكناء ثارة،
بيضاء ثارة،
أو تزينت بلون الدماء،
برب الدم المأصل الشريف...
قولي لها بنت الأسيف:
برب الألوان... برب الأكوان،
برب الأصوات... برب الأموات،
برب المساء... برب الأحياء،
برب الصالح و الطالح،
برب صانع الأسهم و السيوف...
قولي لها بنت الاسيف:
تالله يا مولاة قلبي،
إن لك من القلب:
ألف تحية،
بألف منديل،
بألف حلة،
من الحرير و القطيف...
قولي لها بنت الأسيف:
طوفي على خلل هذا المدي،
ثم طوفي،
اسأليه أوقاته، أشكاله،
و توقفي إنك اللؤلؤ،
المرصوص في التجويف،
المعهود في قصرك المألوف....
***
بقلم : محمد المعين العينقان آسفي
from رسائل حب http://ift.tt/2elS0us

0 التعليقات:
إرسال تعليق